Yusuf • AR-TAFSEER-AL-QURTUBI
﴿ وَلَمَّا دَخَلُوا۟ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِى عَنْهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَىْءٍ إِلَّا حَاجَةًۭ فِى نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَىٰهَا ۚ وَإِنَّهُۥ لَذُو عِلْمٍۢ لِّمَا عَلَّمْنَٰهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
“But although they entered [Joseph's city] in the way their father had bidden them, this proved of no avail whatever to them against [the plan of] God [His request] had served only to satisfy Jacob's heartfelt desire [to protect them]: for, behold, thanks to what We had imparted unto him, he was indeed endowed with the knowledge [that God's will must always prevail]; but most people know it not.”
قوله تعالى : ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم أي من أبواب شتى .ما كان يغني عنهم من الله من شيء إن أراد إيقاع مكروه بهم ." إلا حاجة " استثناء ليس من الأول .في نفس يعقوب قضاها أي خاطر خطر بقلبه ; وهو وصيته أن يتفرقوا ; قال مجاهد : خشية العين ، وقد تقدم القول فيه . وقيل : لئلا يرى الملك عددهم وقوتهم فيبطش بهم حسدا أو حذرا ; قاله بعض المتأخرين ، واختاره النحاس ، وقال : ولا معنى للعين هاهنا . ودلت هذه الآية على أن المسلم يجب عليه أن يحذر أخاه مما يخاف عليه ، ويرشده إلى ما فيه طريق السلامة والنجاة ; فإن الدين النصيحة ، والمسلم أخو المسلم .قوله تعالى : " وإنه " يعني يعقوب . لذو علم لما علمناه أي بأمر دينه . ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ ص: 200 ] أي لا يعلمون ما يعلم يعقوب - عليه السلام - من أمر دينه .وقيل : " لذو علم " أي عمل ; فإن العلم أول أسباب العمل ، فسمي بما هو بسببه .