Al-Kahf • AR-TAFSEER-AL-QURTUBI
﴿ وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا۟ شُرَكَآءِىَ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا۟ لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًۭا ﴾
“Hence, [bear in mind] the Day on which He will say, "Call [now] unto those beings whom you imagined to have a share in My divinity!" - whereupon they will invoke them, but those [beings] will not respond to them: for We shall have placed between them an unbridgeable gulf.”
قوله تعالى : ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم أي اذكروا يوم يقول الله : أين شركائي ؟ أي ادعوا الذين أشركتموهم بي فليمنعوكم من عذابي . وإنما يقول ذلك لعبدة الأوثان . وقرأ حمزة ويحيى وعيسى بن عمر " نقول " بنون . الباقون بالياء ; لقوله : شركائي ولم يقل : شركائنا .فدعوهم أي فعلوا ذلك .فلم يستجيبوا لهم أي لم يجيبوهم إلى نصرهم ولم يكفوا عنهم شيئا .وجعلنا بينهم موبقا قال أنس بن مالك : هو واد في جهنم من قيح ودم . وقال ابن عباس : أي وجعلنا بين المؤمنين والكافرين حاجزا . وقيل : بين الأوثان وعبدتها ، ونحو قوله : فزيلنا بينهم قال ابن الأعرابي : كل شيء حاجز بين شيئين فهو موبق ، وذكر ابن وهب عن مجاهد في قوله - تعالى - : موبقا قال واد في جهنم يقال له موبق ، وكذلك قال نوف البكالي إلا أنه قال : يحجز بينهم وبين المؤمنين . عكرمة : هو نهر في جهنم يسيل نارا على حافتيه حيات مثل البغال الدهم فإذا ثارت إليهم لتأخذهم استغاثوا منها بالاقتحام في النار .وروى زيد بن درهم عن أنس بن مالك قال : موبقا ( واد من قيح ودم في جهنم ) . وقال عطاء والضحاك : مهلكا في جهنم ; ومنه يقال : أوبقته ذنوبه إيباقا . وقال أبو عبيدة : موعدا للهلاك . الجوهري : وبق يبق وبوقا هلك ، والموبق مثل الموعد مفعل من وعد يعد ، ومنه قوله - تعالى - : وجعلنا بينهم موبقا . وفيه لغة أخرى : وبق يوبق وبقا . وفيه لغة ثالثة : وبق يبق بالكسر فيهما ، وأوبقه أي أهلكه . وقال زهير :ومن يشتري حسن الثناء بماله يصن عرضه من كل شنعاء موبققال الفراء : جعل تواصلهم في الدنيا مهلكا لهم في الآخرة .