Az-Zumar • AR-TAFSEER-AL-QURTUBI
﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ ۚ قُلْ أَفَرَءَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَنِىَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ أَوْ أَرَادَنِى بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَٰتُ رَحْمَتِهِۦ ۚ قُلْ حَسْبِىَ ٱللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ ﴾
“And thus it is [with most people]: if thou ask them, “Who is it that has created the heavens and the earth?” - they will surely answer, “God.” Say: “Have you, then, ever considered what it is that you invoke instead of God? If God wills that harm should befall me, could those [imaginary powers] remove the harm inflicted by Him? Or, if He wills that grace should alight on me, could they withhold His grace [from me]?” Say: “God is enough for me! In Him [alone] place their trust all who have trust [in His existence].””
قوله تعالى : ولئن سألتهم أي ولئن سألتهم يا محمد من خلق السماوات والأرض ليقولن الله بين أنهم مع عبادتهم الأوثان مقرون بأن الخالق هو الله ، وإذا كان الله هو الخالق فكيف يخوفونك بآلهتهم التي هي مخلوقة لله تعالى ، وأنت رسول الله الذي خلقها وخلق [ ص: 231 ] السماوات والأرض .قل أفرأيتم أي قل لهم يا محمد بعد اعترافهم بهذا : أفرأيتم إن أرادني الله بضر بشدة وبلاء هل هن كاشفات ضره يعني هذه الأصنام أو أرادني برحمة نعمة ورخاء هل هن ممسكات رحمته قال مقاتل : فسألهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فسكتوا . وقال غيره : قالوا : لا تدفع شيئا قدره الله ، ولكنها تشفع . فنزلت قل حسبي الله وترك الجواب لدلالة الكلام عليه ، يعني فسيقولون : لا ، أي : لا تكشف ولا تمسك ف " قل " أنت حسبي الله أي : عليه توكلت أي : اعتمدت و عليه يتوكل المتوكلون يعتمد المعتمدون . وقد تقدم الكلام في التوكل . وقرأ نافع وابن كثير والكوفيون ما عدا عاصما كاشفات ضره بغير تنوين . وقرأ أبو عمرو وشيبة وهي المعروفة من قراءة الحسن وعاصم " هل هن كاشفات ضره " ." ممسكات رحمته " بالتنوين على الأصل وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم ; لأنه اسم فاعل في معنى الاستقبال ، وإذا كان كذلك كان التنوين أجود . قال الشاعر :الضاربون عميرا عن بيوتهم بالليل يوم عمير ظالم عادي.ولو كان ماضيا لم يجز فيه التنوين ، وحذف التنوين على التحقيق ، فإذا حذفت التنوين لم يبق بين الاسمين حاجز فخفضت الثاني بالإضافة . وحذف التنوين كثير في كلام العرب موجود حسن ، قال الله تعالى : هديا بالغ الكعبة وقال : إنا مرسلو الناقة قال سيبويه : ومثل ذلك غير محلي الصيد وأنشد سيبويه : .هل أنت باعث دينار لحاجتنا أو عبد رب أخا عون بن مخراق .وقال النابغة : .احكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت إلى حمام شراع وارد الثمد .معناه وارد الثمد ، فحذف التنوين ، مثل كاشفات ضره