Az-Zukhruf • AR-TAFSEER-AL-QURTUBI
﴿ وَمَا نُرِيهِم مِّنْ ءَايَةٍ إِلَّا هِىَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا ۖ وَأَخَذْنَٰهُم بِٱلْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾
“although each sign that We showed them was weightier than the preceding one: and [each time] We took them to task through suffering, so that they might return [to Us].”
ومعنى يضحكون استهزاء وسخرية ، يوهمون أتباعهم أن تلك الآيات سحر وتخييل ، وأنهم قادرون عليها . وقوله : وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها أي كانت آيات موسى من أكبر الآيات ، وكانت كل واحدة أعظم مما قبلها . وقيل : ( إلا هي أكبر من أختها ) لأن الأولى تقتضي علما والثانية تقتضي علما ، فتضم الثانية إلى الأولى فيزداد الوضوح ، ومعنى الأخوة المشاكلة والمناسبة ، كما يقال : هذه صاحبة هذه ، أي : قريبتان في المعنى . وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون أي على تكذيبهم بتلك الآيات ، وهو كقوله تعالى : ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات . والطوفان والجراد والقمل والضفادع . وكانت هذه الآيات الأخيرة عذابا لهم وآيات لموسى . لعلهم يرجعون من كفرهم .