Al-A'raaf • AR-TAFSEER-AL-QURTUBI
﴿ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةًۭ مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌۭ مُّسْرِفُونَ ﴾
“Verily, with lust you approach men instead of women: nay, but you are people given to excesses!"”
قوله تعالى إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفونقوله تعالى : إنكم قرأ نافع وحفص على الخبر بهمزة واحدة مكسورة ، تفسيرا للفاحشة المذكورة ، فلم يحسن إدخال الاستفهام عليه ; لأنه يقطع ما بعده مما قبله . وقرأ الباقون بهمزتين على لفظ الاستفهام الذي معناه التوبيخ ، وحسن ذلك ; لأن ما قبله بعده كلام مستقل . واختار الأول أبو عبيد والنسائي وغيرهما ; واحتجوا بقوله عز وجل : أفإن مت فهم الخالدون ولم يقل " أفهم " . وقال : أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ولم يقل [ ص: 222 ] أنقلبتم . وهذا من أقبح الغلط لأنهما شبها شيئين بما لا يشتبهان ; لأن الشرط وجوابه بمنزلة شيء واحد كالمبتدأ والخبر ; فلا يجوز أن يكون فيهما استفهامان . فلا يجوز : أفإن مت أفهم ، كما لا يجوز أزيد أمنطلق .وقصة لوط عليه السلام فيها جملتان ، فلك أن تستفهم عن كل واحدة منهما . هذا قول الخليل وسيبويه ، واختاره النحاس ومكي وغيرهما .شهوة نصب على المصدر ، أي تشتهونهم شهوة . ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال . بل أنتم قوم مسرفون نظيره بل أنتم قوم عادون في جمعكم إلى الشرك هذه الفاحشة .