Yunus • AR-TAFSEER-AL-SADDI
﴿ هُوَ ٱلَّذِى يُسَيِّرُكُمْ فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمْ فِى ٱلْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍۢ طَيِّبَةٍۢ وَفَرِحُوا۟ بِهَا جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌۭ وَجَآءَهُمُ ٱلْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍۢ وَظَنُّوٓا۟ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا۟ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ﴾
“He it is who enables you to travel on land and sea. And [behold what happens] when you go to sea in ships: [they go to sea in ships,] and they sail on in them in a favourable wind, and they rejoice thereat until there comes upon them a tempest, and waves surge towards them from all sides, so that they believe themselves to be encompassed [by death; and then] they call unto God, [at that moment] sincere in their faith in Him alone, "If Thou wilt but save us from this, we shall most certainly be among the grateful!"”
لما ذكر تعالى القاعدة العامة في أحوال الناس عند إصابة الرحمة لهم بعد الضراء، واليسر بعد العسر، ذكر حالة، تؤيد ذلك، وهي حالهم في البحر عند اشتداده، والخوف من عواقبه، فقال: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} بما يسر لكم من الأسباب المسيرة لكم فيها، وهداكم إليها. {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ} أي: السفن البحرية {وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} موافقة لما يهوونه، من غير انزعاج ولا مشقة. {وَفَرِحُوا بِهَا} واطمأنوا إليها، فبينما هم كذلك، إذ {جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ} شديدة الهبوب {وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} أي: عرفوا أنه الهلاك، فانقطع حينئذ تعلقهم بالمخلوقين، وعرفوا أنه لا ينجيهم من هذه الشدة إلا الله وحده، فدَعَوُه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ووعدوا من أنفسهم على وجه الإلزام، فقالوا: {لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}