Al-Maaida • AR-TAFSEER-TANWIR-AL-MIQBAS
﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّى لَآ أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِى وَأَخِى ۖ فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَٰسِقِينَ ﴾
“Prayed [Moses]: "O my Sustainer! Of none am I master but of myself and my brother [Aaron]: draw Thou, then, a dividing-line between us and these iniquitous folk!"”
«قال» أي موسى ، مناجياً ربّه أو بمسمع منهم ليوقفهم على عدم امتثالهم أمرَ ربّهم { ربّ إنّي لا أملك إلاّ نفسي وأخي } ، يجوز أن يكون المعنى لا أقدر إلاّ على نفسي وأخي ، وإنّما لم يعُدّ الرجلين الذين قالا { ادخلوا عليهم الباب } ، لأنّه خشي أن يستهويهما قومهما . والذي في كتب اليهود أنّ هارون كان قد توفّي قبل هذه الحادثة . ويجوز أن يريد بأخيه يوشَع بنَ نون لأنّه كان ملازِمَه في شؤونه ، وسمّاه الله فتاه في قوله : { وإذ قال موسى لفتاه } [ الكهف : 60 ] الآية . وعطفه هنا على نفسه لأنّه كان محرّضاً للقوم على دخول القرية .ومعنى { افرق بيننا وبين القوم الفاسقين } أن لا تؤاخذنا بجرمهم ، لأنّه خشي أن يصيبهم عذاب في الدنيا فيهلك الجميع فطلب النّجاة ، ولا يصحّ أن يريد الفرق بينهم في الآخرة؛ لأنّه معلوم أنّ الله لا يؤاخذ البريء بذنب المجرم ، ولأنّ براءة موسى وأخيه من الرضا بما فعله قومهم أمر يعلمه الله ، ويجوز أن يراد بالفرق بينهم الحكم بينهم وإيقاف الضّالين على غلطهم .