At-Tur • AR-TAFSEER-TANWIR-AL-MIQBAS
﴿ أَمْ لَهُمْ إِلَٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ ۚ سُبْحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾
“Have they, then, any deity other than God? Utterly remote is God, in His limitless glory, from anything to which men may ascribe a share in His divinity!”
أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43(هذا آخر سهم في كنانة الرد عليهم وأشد رمي لشبح كفرهم ، وهو شبح الإِشراك وهو أجمع ضلال تنضوي تحته الضلالات وهو إشراكهم مع الله آلهة أخرى .فلما كان ما نُعي عليهم من أول السورة ناقضاً لأقوالهم ونواياهم ، وكان ما هم فيه من الشرك أعظم لم يترك عَد ذلك عليهم مع اشتهاره بعد استيفاء الغرض المسوق له الكلام بهذه المناسبة ، ولذلك كان هذا المنتقل إليه بمنزلة التذييل لما قبله لأنه ارتقاء إلى الأهم في نوعه والأهم يشبه الأعم فكان كالتذييل ، ونظيره في الارتقاء في كمال النوع قوله تعالى : { فك رقبة أو إطعام إلى قوله : ثم كان من الذين آمنوا } [ البلد : 13 17 ] الآية .وقد وقع قوله : { سبحان الله عما يشركون } إتماماً للتذييل وتنهية المقصود من فضح حالهم .وظاهر أن الاستفهام المقدر بعد { أم } استفهام إنكاري . واعلم أن الآلوسي نقل عن «الكشف على الكشاف» كلاماً في انتظام الآيات من قوله تعالى : { يقولون شاعر } إلى قوله : { أم لهم إله غير الله } فيه نُكتٌ وتدقيق فانظره .