Al-Haaqqa • AR-TAFSEER-TANWIR-AL-MIQBAS
﴿ فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّنۢ بَاقِيَةٍۢ ﴾
“and dost thou now see any remnant of them?”
فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8)تفريع عَلى مجموع قصتي ثمود وعاد ، فهو فذلكة لما فصل من حال إهلاكهما ، وذلك من قبيل الجمع بعد التفريق ، فيكون في أول الآية جمع ثم تفريق ثم جمع وهو كقوله تعالى : { وأنه أهلك عاداً الأولى وثموداً فما أبقى } [ النجم : 5051 ] أي فما أبقاهما .والخطاب لغير معين .والباقية : إما اسم فاعل على بابه ، والهاء : إما للتأنيث بتأويل نفس ، أي فما ترى منهم نفس باقية أو بتأويل فرقة ، أي ما ترى فرقة منهم باقية .ويجوز أن تكون { باقية } مصدراً على وزن فَاعلة مثل ما تقدم في الحاقة ، أي فما ترى لهم بقاء ، أي هلكوا عن بكرة أبيهم .واللام في قوله : { لهم } يجوز أن تجعل لشبه الملك ، أي باقية لأجل النفع .ويجوز أن يكون اللام بمعنى ( مِن ) مثل قولهم : سمعت له صراخاً ، وقول الأعشى :تسمَع للحلي وسواساً إذا انصرفت ... كما استعانَ بريح عِشْرقٌ زَجِلُوقول جرير :ونحن لكم يومَ القيامة أفضل ... أي ونحن منكم أفضل .ويجوز أن تكون اللام التي تنوى في الإِضافة إذا لم تكن الإِضافة على معنى ( من ) . والأصل : فهل ترى باقيتَهم ، فلما قصد التنصيص على عموم النفي واقتضى ذلك جلب ( مِن ) الزائدة لزم تنكير مدخول ( من ) الزائدة فأعطي حقُّ معنى الإِضافة بإظهار اللام التي الشأن أن تنوى كما في قوله تعالى : { بعثنا عليكم عباداً لنا } [ الإسراء : 5 ] فإن أصله : عبادنا .وموقع المجرور باللام في موقع النعت ل { باقية } قُدم عليها فصار حالاً .