An-Naba • AR-TAFSEER-TANWIR-AL-MIQBAS
﴿ لِّنُخْرِجَ بِهِۦ حَبًّۭا وَنَبَاتًۭا ﴾
“so that We might bring forth thereby grain, and herbs,”
لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وجيء بفعل { لنخرج } دون نحو : لننبت ، لأن المقصود الإيماء إلى تصوير كيفية بعث الناس من الأرض إذ ذلك المقصد الأول من هذا الكلام ألا ترى أنه لما كان المقصد الأول من آية سورة ( ق ) هو الامتنانَ جيء بفعل «أنبتنا» في قوله : { ونزَّلنا من السماء ماء مباركاً فأنبتنا به جناتٍ } [ ق : 9 ] الآية . ثم أتبع ثانياً بالاستدلال به على البعث بقوله : { كذلك الخروج } [ ق : 11 ] . والبعث خروج من الأرض قال تعالى : { ومنها نخرجكم تارة أخرى } في سورة طه ( 55 ) .والحَب : اسم جمع حبّة وهي البرزة . والمراد بالحب هنا : الحب المقتات للناس مثل : الحنطة ، والشعير ، والسُّلت ، والذُّرة ، والأرزُّ ، والقُطنية ، وهي الحبوب التي هي ثمرة السنابل ونحوها .والنّبات أصله اسم مصدر نبت الزرع ، قال تعالى : { واللَّه أنبتكم من الأرض نباتاً } [ نوح : 17 ] وأطلق النبات على النابت من إطلاق المصدر على الفاعل وأصله المبالغة ثم شاع استعماله فنسيت المبالغة .والمراد به هنا : النبات الذي لا يؤكل حبه بل الذي ينتفع بذاته وهو ما تأكله الأنعام والدواب مثل التبن والقُرط والفصفصة والحشيش وغير ذلك .وجعلت الجنات مفعولاً ل ( تخرج ) على تقدير مضاف ، أي نخل جنات أو شجر جنات ، لأن الجنات جمع جَنة وهي القطعة من الأرض المغروسة نخلاً ، أو نخلاً وكرْماً ، أو بجميع الشجر المثمر مثل التين والرمان كما جاء في مواضعَ من القرآن ، وهي استعمالات مختلفة باختلاف المنابت .