Al-Mutaffifin • AR-TAFSEER-TANWIR-AL-MIQBAS
﴿ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُ ٱلْأَوَّلِينَ ﴾
“[and so,] whenever Our messages are conveyed to them, they but say, "Fables of ancient times!"”
إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)وجملة : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } صفة لمعتد أو حال منه .والآيات هنا القرآن وأجزاؤه لأنّها التي تُتْلَى وتُقرأ .والأساطير : جمع أسطورة وهي القصة ، والأكثر أن يراد القصة المخترعة التي لم تقع وكان المشركون يُنَظِّرون قِصص القرآن بقصة رُستم ، وإسفنديار ، عند الفرس ، ولعل الكلمة معربة عن الرومية ، وتقدم الكلام عليه عند قوله تعالى : { يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين } في سورة الأنعام ( 25 ) .والمراد بالأولين الأمم السابقة لأن الأول يطلق على السابق على وجه التشبيه بأنه أول بالنسبة إلى ثان بعده وإن كان هو قد سبقتْه أجيال ، وقد كان المشركون يصفون القرآن بذلك لِمَا سمعوا فيه من القصص التي سيقت إليهم مساق الموعظة والاعتبار ، فحسبوها من قصص الأسمار . واقتصروا على ذلك دون ما في أكثر القرآن من الحقائق العالية والحكمة ، بهتاناً منهم .وممن كانوا يقولون ذلك النضر بن الحارث وكان قد كتب قصة رستم وقصة إسفنديار وجدها في الحِيرَة فكان يحدث بها في مكة ويقول : أنا أحسن حديثاً من محمد فإنما يحدثكم بأساطير الأولين .وليس المراد في الآية خصوصه لأن كلمة كل معتد } ظاهر في عدم التخصيص .