An-Naml • AR-TAFSIR-AL-TABARI
﴿ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلْءَاخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾
“who are constant in prayer and spend in charity: for it is they, they who in their innermost are certain of the life to come!”
وقوله: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ) يقول: هو هدى وبشرى لمن آمن بها, وأقام الصلاة المفروضة بحدودها. وقوله : (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) يقول: ويؤدّون الزكاة المفروضة. وقيل: معناه: ويطهرون أجسادهم من دنس المعاصي.وقد بيَّنا ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.(وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ )يقول: وهم مع إقامتهم الصلاة, وإيتائهم الزكاة الواجبة, بالمعاد إلى الله بعد الممات يوقنون, فيذلون في طاعة الله, رجاء جزيل ثوابه, وخوف عظيم عقابه, وليسوا كالذين يكذّبون بالبعث, ولا يبالون, أحسنوا أم أساءوا, وأطاعوا أم عصوا, لأنهم إن أحسنوا لم يرجوا ثوابا, وإن أساءوا لم يخافوا عقابا.