🕋 تفسير سورة الإخلاص
(Al-Ikhlas) • المصدر: AR-TAFSIR-AL-WASIT
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
📘 قد افتتحت بفعل الأمر " قل " لإِظهار العناية بما بعد هذا الأمر من توجيهات حكيمة ، ولتلقينه صلى الله عليه وسلم الرد على المشركين الذين سألوه أن ينسب لهم ربه .و ( هو ) ضمير الشأن مبتدأ ، والجملة التى بعده خبر عنه .والأحد : هو الواحد فى ذاته وفى صفاته وفى أفعاله ، وفى كل شأن من شئونه ، فهو منزه عن التركيب من جواهر متعددة ، أو من مادة معينة ، كما أنه - عز وجل - منزه عن الجسمية والتحيز ، ومشابهة غيره .وفى الإِتيان بضمير الشأن هنا : إشارة إلى فخامة مضمون الجملة ، مع ما فى ذلك من زيادة التحقيق والتقرير ، لأن الضمير يشير إلى شئ مبهم تترقبه النفس ، فإذا جاء الكلام من بعده زال الإِبهام ، وتمكن الكلام من النفس فضل تمكن .وجئ بالخبر نكره وهو لفظ " أحد " لأن المقصود الإِخبار عن الله - تعالى - بأنه واحد ، ولو قيل : الله الأحد ، لأفاد أنه لا واحد سواه ، وليس هذا المعنى مقصودا هنا ، وإنما المقصود إثبات أنه واحد فى ذاته وصفاته وأفعاله . . ونفى ما زعمه المشركون وغيرهم ، من أنه - تعالى - مركب من أصول مادية أو غير مادية ، أو من أنه له شريك فى ملكه .
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
📘 وقوله - سبحانه - : ( لَمْ يَلِدْ ) تنزيه له - تعالى - عن أن يكون له ولد أو بنت ، لأن الولادة تقتضى انفصال مادة منه ، وذلك يقتضى التركيب المنافى للأحدية والصمدية ، أو لأن الولد من جنس أبيه ، وهو - تعالى - منزه عن مجانسه أحد .وقوله : ( وَلَمْ يُولَدْ ) تنزيه له - تعالى - عن أن يكون له أب أو أم ، لأن المولودية تقتضى - أيضا - التركيب المنافى للأحدية والصمدية ، أو لاقتضائها سبق العدم ، أو المجانسة ، وكل ذلك مستحيل عليه - تعالى - فهو - سبحانه - :( الأول والآخر والظاهر والباطن وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
📘 وقوله - عز وجل - ( وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ) تنزيه له - تعالى - عن الشبيه والنظير والمماثل .والكفؤ : هو المكافئ والمماثل والمشابه لغيره فى العمل أو فى القدرة .أى : ولم يكن أحد من خلقه مكافئاً ولا مشاكلا ولا مناظرا له - تعالى - فى ذاته ، أو صفاته ، أو أفعاله ، فهو كما قال - تعالى - : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السميع البصير ) وبذلك نرى أن هذه السورة الكريمة قد تضمنت نفى الشصرك بجميع ألوانه .فقد نفى - سبحانه - عن ذاته التعددد بقوله : ( الله أَحَدٌ ) ونفى عن ذاته النقص والاحتياج بقوله : ( الله الصمد ) ونفى عن ذاته أن يكون والدا أو مولودا بقوله : ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ) ، ونفى عن نفسه الأنداد والأشباه بقوله : ( وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ) .كما نراها قد تضمنت الرد على المشركين وأهل الكتاب ، وغيرهم من أصحاب الفرق الضالة ، الذين يقولون ، بالتثليث ، وبأن هناك آلهة أخرى تشارك الله - تعالى - فى ملكه .وبغير ذلك من الأقاويل الفاسدة والعقائد الزائفة . . - سبحانه وتعالى - عما يقولون علوا كبيرا .وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .