Yusuf • AR-TAFSIR-AL-WASIT
﴿ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَّا مَن وَجَدْنَا مَتَٰعَنَا عِندَهُۥٓ إِنَّآ إِذًۭا لَّظَٰلِمُونَ ﴾
“He answered: "May God preserve us from [the sin of] detaining any other than him with whom we have found our property-for then, behold, we would indeed be evildoers!"”
ولكن هذا الرجاء والتلطف والاستعطاف منهم يوسف ، لم ينفعهم شيئاً ، فقد رد عليهم فى حزم وحسم بقوله : ( قَالَ مَعَاذَ الله أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ . . ) و ( معاذ ) منصوب بفعل محذوف .أى : قال يوسف لهم : نعوذ بالله - تعالى - معاذا ، من أن نأخذ فى جريمة السرقة إلا الشخص الذى وجدثنا صواع الملك عنده وهو " بنيامين "وأنتم الذين أفتيتم بأن السارق فى شريعتكم عقوبته استرقاقه لمدة سنة ، فنحن نسير فى هذا الحكم تبعاً لشريعتكم .( إِنَّآ إِذاً لَّظَالِمُونَ ) إذا أخذنا شخصاً آخر سوى الذى وجدنا متاعنا عنده ، والظلم تأباه شريعتنا كما تأباه شريعتكم ، فاتركوا الجدال فى هذا الأمر الذى لا ينفع معه الجدال ، لأننا لا نريد أن نكون ظالمين .وبهذا الرد الحاسم قطع يوسف حبال آمال إخوته فى العفو عن بنيامين أو فى أخذ أحدهم مكانه ، فانسحبوا من أمامه تعلوهم الكآبة ، وطفقوا يفكرون فى مصيرهم وفى موقفهم من أبيهم عند العودة إليه .