Maryam • AR-TAFSIR-AL-WASIT
﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَٰهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِۦ قَوْمًۭا لُّدًّۭا ﴾
“and only to this end have We made this [divine writ] easy to understand, in thine own tongue, [O Prophet,] so that thou might convey thereby a glad tiding to the God-conscious, and warn thereby those who are given to [futile] contention:”
ثم بين - سبحانه - الحكمة التى من أجلها جعل القرآن ميسرا فى حفظه وفهمه فقال : ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المتقين وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً ) .أى : إننا أنزلنا هذا القرآن على قلبك - أيها الرسول الكريم - وجعلناه بلسانك العربى المبين ، وسهلنا حفظه وفهمه على الناس ، ( لِتُبَشِّرَ بِهِ المتقين ) الذين امتثلوا أمرنا واجتنبوا نهينا ( وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً ) أى : ذوى لدد وشدة فى الخصومة بالباطل ، وهم مشركو قريش فقوله ( لُّدّاً ) جمع ألد ومنه قوله - تعالى - : ( وَمِنَ الناس مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحياة الدنيا وَيُشْهِدُ الله على مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخصام ) أى أشد الناس خصومة وجدلاً .وشبيه بهذه الآية الكريمة قوله - تعالى - : ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) وقوله - سبحانه - : ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) .