Ash-Shu'araa • AR-TAFSIR-AL-WASIT
﴿ قَالَ ءَامَنتُمْ لَهُۥ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُۥ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِى عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَٰفٍۢ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾
“Said [Pharaoh]: “Have you come to believe in him ere I have given you permission? Verily, he must be your master who has taught you magic! But in time you shall come to know [my revenge]: most certainly shall I cut off your hands and your feet in great numbers, because of [your] perverseness, and shall most certainly crucify you in great numbers, all together!””
ثم يحكى - سبحانه - بعد ذلك موقف فرعون وقد رأى ما حطمه وزلزله فقال - تعالى - : ( قَالَ ) أى فرعون للسحرة ( آمَنتُمْ لَهُ ) أى : لموسى ( قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ) بالإيمان به .. .( إِنَّهُ ) أى : موسى - عليه السلام - ( لَكَبِيرُكُمُ الذي عَلَّمَكُمُ السحر ) أى : فأنتم متواطئون معه على هذه اللعبة ( فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ) ما أنزله بكم من عذاب .( لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ ) أى : لأقطعن من كل واحد منكم يده اليمنى مع رجله اليسرى . ( وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ) أى : فى جذوع النخل - كما جاء فى آية أخرى - والمتأمل فى قول فرعون - كما حكاه القرآن عنه يرى فيه الطغيان والكفر ، فهو يستنكر على السحرة إيمانهم بدون إذن .ويرى فيه الكذب الباطل الذى قصد من ورائه تشكيك قومه فى صدق موسى وفى نبوته فهو يقول لهم : ( إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الذي عَلَّمَكُمُ السحر ) .ويرى فيه بعد هذا التلبيس على قومه ، التهديد الغليظ - شأن الطغاة فى كل زمان ومكان - فهو يقول للسحرة الذين صاروا مؤمنين : ( فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ) أى : بدون استثناء لواحد منهم .