An-Naml • AR-TAFSIR-AL-WASIT
﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًۭا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِىٓ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِىٓ أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَٰلِحًۭا تَرْضَىٰهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾
“Thereupon [Solomon] smiled joyously at her words, and said: “O my Sustainer! Inspire me so that I may forever be grateful for those blessings of Thine with which Thou hast graced me and my parents, and that I may do what is right [in a manner] that will please Thee; and include me, by Thy grace, among Thy righteous servants!””
ثم بين - سبحانه - ما فعله سليمان بعد أن أدرك ما قالته النملة لأفراد جنسها ، فقال - تعالى - : ( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا ) أى : فسمع قولها السابق فاهتزت نفسه ، وتبسم ضاحكاً من قولها ، لفظنتها إلى تحذير أبناء جنسها ، ولسروره بما قالته عنه وعن جيشه ، حيث وصفتهم بأنهم لا يقدمون على إهلاك جنسها ، ولسروره بما قالته عنه وعن جيشه ، حيث وصفتهم بأنهم لا يقدمون على إهلاك النمل ، إلا بسبب عدم شعورهم بهم .وقوله ( ضَاحِكاً ) حال مؤكدة لأنه قد فهم الضحك من التبسم .وقيل : هو حال مقدرة؛ لأن التبسم أول الضحك .ثم حكى - سبحانه - ما نطق به سليمان بعد ذلك فقال : ( وَقَالَ رَبِّ أوزعني أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ التي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وعلى وَالِدَيَّ . . . ) .أى : وقال سليمان : يا رب ألهمنى المداومة على شكرك والامتناع عن جحود نعمك ، والكف عن كل ما يؤدى إلى كفران مننك التى أفضتها على وعلى والدى .ووفقنى كذلك لأن ( أَعْمَلَ ) عملاً ( صَالِحاً تَرْضَاهُ ) عنى وتقبله منى ( وَأَدْخِلْنِي ) يا إلهى ( بِرَحْمَتِكَ ) وإحسانك ( فِي عِبَادِكَ الصالحين ) الذين رضيت عنهم ورضوا عنك .وهكذا جمع سليمان - عليه السلام - فى هذا الدعاء البليغ المؤثر ، أسمى ألوان الخشية من الله - تعالى - والشكر له - سبحانه - على نعمه ، والرجاء فى رضاه وعطائه الجزيل .