Az-Zukhruf • AR-TAFSIR-AL-WASIT
﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَٰنِ مَثَلًۭا ظَلَّ وَجْهُهُۥ مُسْوَدًّۭا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾
“For [thus it is:] if any of them is given the glad tiding of [the birth of] what he so readily attributes to the Most Gracious, his face darkens, and he is filled with suppressed anger:”
ثم أكد - سبحانه - جهلهم وغفلتهم عن المنطق السليم فقال : ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ للرحمن مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ . . ) .أى : أنهم قالوا الملائكة بنات الله ، والحال ان الواحد منهم إذا بشره بأن امرأته قد ولدت له أنثى ، صار وجهه مسودا من شدة الحزن ، وظل ممتلئا بالهم والكرب .فالمراد بقوله : ( بِمَا ضَرَبَ للرحمن مَثَلاً ) جنس البنات حيث قالوا : الملائكة بنات الله .قال الجمل : قوله : ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم . . ) استئناف مقرر لما قبله . وقيل حال ، على معنى أنهم نسبوا إليه ما ذكر ، ومن حالهم أن أحدهم إذا بشر به اغتم والالتفات إلى الغيبة للإِيذان بأن قبائحهم اقتضت الإِعراض عنهم ، وتحكى لغيرهم ليتعجب منها . و ( مَا ) فى قوله ( بِمَا ضَرَبَ للرحمن مَثَلاً ) موصولة ومعناها البنات وضرب بمعنى جعل . والمفعول الأول الذى هو عائد الموصول محذوف . أى : ضربه ، ومثلا هو المفعول الثانى ، والمثل بمعنى الشبه أى المشابه .