At-Tur • AR-TAFSIR-AL-WASIT
﴿ ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوٓا۟ أَوْ لَا تَصْبِرُوا۟ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ ۖ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾
“Endure it [now]! But [whether you] bear yourselves with patience or without patience, it will be the same to you: you are but being requited for what you were wont to do.””
( اصلوها ) أى : ادخلوها ، وقاسوا حرها ( فاصبروا أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ ) أى : ادخلوها داخرين فاصبروا على سعيرها أو لا تصبروا ، فهى مأواكم لا محالة .( سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ ) الأمران ، الصبر وعدمه ، لأن كليهما لا فائدة لكم من روائه .فقوله : ( سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ ) خبر لمبتدأ محذوف . أى : الأمران سواء بالنسبة لكم .( إِنَّمَا تُجْزَوْنَ ) فى هذا اليوم عاقبة ، ( مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) أى : فى الدنيا .قال صاحب الكشاف : فإن قلت : لم علل استواء الصبر وعدمه بقوله : ( إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ؟قلت : لأن الصبر إنما يكون له مزية على الجزع ، لنفعة فى العاقبة بأن يجازى عليه الصابر جزاء الخير ، فأما الصبر على العذاب الذى هو الجزاء ، ولا عاقبة له ولا منفعة ، فلا مزية له على الجزع .