Al-Qamar • AR-TAFSIR-AL-WASIT
﴿ فَقَالُوٓا۟ أَبَشَرًۭا مِّنَّا وَٰحِدًۭا نَّتَّبِعُهُۥٓ إِنَّآ إِذًۭا لَّفِى ضَلَٰلٍۢ وَسُعُرٍ ﴾
“and they said: “Are we to follow one single mortal, one from among ourselves? In that case, behold, we would certainly sink into error and folly!”
ثم حكى - سبحانه - مظاهر تكذيبهم فقال : ( فقالوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ . . . ) .و " بشرا " منصوب على المفعولية بالفعل " نتبعه " على طريقة الاشتغال ، وقدم لاتصاله بهمزة الاستفهام ، لأن حقها التصدير ، والاستفهام للإنكار ، وواحدا صفة لقوله ( أَبَشَراً ) . أى : أن قوم صالح - عليه السلام - حين جاءهم برسالته التى تدعوهم إلى إخلاص العبادة لله - تعالى - ، أنكروا ذلك ، وقالوا : أنتبع واحدا من البشر جاءنا بهذا الكلام الذى يخالف ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا؟( إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ ) أى : إنا إذا لو اتبعناه لصرنا فى ضلال عظيم ، وفى ( سُعُرٍ ) أى وفى جنون واضح ، ومنه قولهم : ناقة مسعورة ، إذا كانت لا تستقر على حال ، وتفرط فى سيرها كالمجنونة .أو المعنى : إنا لو اتبعناه لكنا فى ضلال ، وفى نيران عظيمة . فالسعر بمعنى النار المسعرة ، ثم أخذوا فى تفنيد دعوته ، فقالوا : ( أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا . . ).