Al-A'raaf • AR-TAFSIR-AL-WASIT
﴿ فَعَقَرُوا۟ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوْا۟ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا۟ يَٰصَٰلِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾
“And then they cruelly slaughtered the she-camel and turned with disdain from their Sustainer's commandment, and said: "O Salih! Bring about that [punishment] with which thou hast threatened us, if thou art truly one of God's message bearers!"”
ثم أتبع المستكبرون قولهم القبيح بفعل أقبح يتجلى فى قوله - تعالى - عنهم : ( فَعَقَرُواْ الناقة ) أى : نحروها وأصل العقر : قطع عرقوب البعير ، ثم استعمل فى النحر ، لأن ناحر البعير يعقره ثم ينحره .أى : عقروا الناقة التى جعلها الله حجة لنبيه صالح - عليه السلام - والتى قال لهم صالح فى شأنها : ( وَلاَ تَمَسُّوهَا بسواء فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .وأسند العقر إلى جميعهم لأنه كان برضاهم ، وإن لم يباشره إلا بعضهم ، ويقال للقبيلة الكبيرة أنتم فعلتم كذا مع أن الفاعل واحد منهم ، لكونه بين أظهرهم .وقوله : ( وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ) أى : استكبروا عن امتثال أوامره واجتناب نواهيه . من العتو وهو النبو ، أى : الارتفاع عن الطاعة والتكبر عن الحق والغلو فى الباطل . يقال : عتا يعتو عتيا ، إذا تجاوز الحد فى الاستكبار . فهو عات وعتى .وقد اختار القرآن كلمة ( وَعَتَوْاْ ) لإبراز ما كانوا عليه من تجبر وتبجح وغرور خلال اقترافهم للمعاصى والجرائم التى من أبرزها عقر الناقة ، فهم قد فعلوا ما فعلوا عن تعمد وإصرار على ارتكاب المنكر .ثم لم يكتفوا بكل هذا ، بل قالوا لنبيهم فى سفاهة وتطاول : ( يَاصَالِحُ ائتنا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ المرسلين ) .نادوه باسمه تهوينا لشأنه ، وتعريضا لما يظنون من عجزه؛ وقالوا له على سبيل تعجل العذاب الذى توعدهم به إذا استمروا فى طغيانهم ائتنا بما توعدتنا به إن كنت صادقا فى رسالتك .