Al-A'laa • AR-TAFSIR-AL-WASIT
﴿ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُ ۚ إِنَّهُۥ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ ﴾
“save what God may will [thee to forget] - for, verily, He [alone] knows all that is open to [man's] perception as well as all that is hidden [from it]”
وقوله : ( إِلاَّ مَا شَآءَ الله ) استثناء مفرغ من أعم المفاعيل ، أى : لا تنسى مما تقرؤه شيئا من الأشياء ، إلا ما شاء الله أن تنساه ، وهو لم يشأ - سبحانه - أن ينسى النبى صلى الله عليه وسلم شيئا كقوله - تعالى - ( خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السماوات والأرض إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ ) وقيل : " لا " فى قوله ( فَلاَ تنسى ) للنهى ، والألف مزيدة لرعاية الفاصلة ، كما فى قوله - تعالى - : ( فَأَضَلُّونَا السبيلا ) يعنى : فلا تغفل عن قراءته .وقال الإِمام الرازى : وهاتان الآيتان تدلان على المعجزة من وجهين :أحدهما : أن رسول صلى الله عليه وسلم كان أميا ، فحفظه لهذا الكتاب المطول عن غير دراسة ، ولا تكرار ، ولا كتبة ، خارق للعبادة فيكون معجزا . وثانيهما : أن هذه السورة من أوائل ما نزل بمكة . فهذا إخبار عن أمر عجيب غريب مخالف للعادة . سيقع فى المستقبل ، وقد وقع ، فكان هذا إخبارا عن الغيب ، فيكون معجزا . .