slot qris slot gacor terbaru slot gacor terbaik slot dana link slot gacor slot deposit qris slot pulsa slot gacor situs slot gacor slot deposit qris slot qris bokep indo
| uswah-academy
WhatsApp Book A Free Trial
القائمة

🕋 تفسير سورة الغاشية

(Al-Ghashiya) • المصدر: AR-TAFSIR-AL-WASIT

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ

📘 الاستفهام فى قوله - تعالى - : ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغاشية ) للتحقيق والتقرير ، أو المقصود به التعجيب من حديث القيامة ، والتشويق إلى الاستماع إليه .والغاشية : لفظ مشتق من الغشيان ، وهو تغطية الشئ لغيره ، يقال : غشيه الأمر ، إذا غطاه ، والمقصود بالغاشية يوم القيامة ، ووصف يوم القيامة بذلك ، لأنه يغشى الناس بأهواله وشدائده ، ويغطى عقولهم عن التفكير فى أى شئ سواه .والمعنى : هل بلغك - أيها الرسول الكريم أو أيها المخاطب - حديث يوم القيامة ، الذى يغشى الناس بأحواله المفزعة ، ويعمهم بشدائده . . إن كان لم يأتك فهذا خبره ، وتلك هى أقسام الناس فيه .وافتتاح السورة بهذا الافتتاح - بجانب ما فيه من تشويق - يدل على أهمية هذا الخبر ، وأنه من الأخبار التى ينبغى الاستعداد لما اشتملت عليه من معانى لا يصح التغافل عنها .

فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ

📘 وقوله - تعالى - : ( فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ) بيان لسمو مكانتهم . أى : هم كائنون فى جنة عالية ، مرتفعة المكان والمكانة ، فقد وصفت الجنة بالعلو ، للمبالغة فى حسنها وفى علو منزلتها ، فقد جرت العادة أن تكون أحسن الجنات ، ما كانت مرتفعة على غيرها .

لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً

📘 ثم وصف - سبحانه - هذه الجنة بجملة من الصفات الكريمة فقال : ( لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً ) أى : لا تسمع فى هذه الجنة كلمة ذات لغو . واللغو : هو الكلام الساقط الذى لا فائدة فيه . أى : إنك - أيها المخاطب - لا تسمع فى الجنة إلا الكلام الذى تسر له نفسك ، وتقرُّ به عينك ، فلفظ اللاغية هنا : مصدر بمعنى اللغو ، مثل الكاذبة للكذب ، وهو صفة لموصوف محذوف .

فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ

📘 ( فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ ) يريد عيونا فى غاية الكثرة كقوله : ( عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ) فالمراد بالعين عنا : جنس العيون ، وبالجارية : التى لا ينقطع ماؤها . .

فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ

📘 ( فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ ) أى : فى الجنة أماكن يجلس عليها أهلها جلوسا مرتفعا عن الأرض .وينامون فوقها نوما هادئا لذيذا . . والسرر : جمع سرير ، وهو الشئ ذو القوائم المرتفعة الذى يتخذ للجلوس والاضطجاع .ووصف - سبحانه - هذه السرر بالارتفاع ، لزيادة تصوير حسنها .

وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ

📘 ( وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ ) والأكواب جمع كوب . وهو عبارة عن الإِناء الذى تشرب فيه الخمر . أى : وفى الجنة أكواب كثيرة قد وضعت بين أيدى أهلها ، بحيث يشربون من الخمر التى وضعت فيها ، دون أن يجدوا أى عناء فى الحصول عليها .

وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ

📘 ( وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ) والنمارق : جمع نمرقة - بضم النون وسكون الميم وضم الراء - ، وهى الوسادة الصغيرة التى يتكئ عليها الجالس والمضجع . أى : وفى الجنة وسائد كثيرة ، قد صف بعضها إلى جانب بعض صفا جميلا ، بحيث يجدها الجالس قريبة منه فى كل وقت .

وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ

📘 ( وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ) والزرابى جمع زربية - بتثليث الزاى - وهى البساط الواسع الفاخر ، أو ما يشبه من الأشياء الثمينة التى تتخذ للجلوس عليها .والمبثوثة : أى : المنتشرة على الأرض ، من البث بمعى النشر ، كما فى قوله - تعالى - : ( وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ ) أى : وفيها بسط فاخرة جميلة . . مبسوطة فى كل مكان ، ومتفرقة فى كل مجلس .فأنت ترى أن الله - تعالى - قد وصف الجنة التى أعدها - سبحانه - لعباده المتقين بعدد من الصفات الكريمة المتنوعة .وصفها بأنها عالية فى ذاتها ، وبأنها خالية من الكلام الساقط ، وبأن ميالها لا تنقطع ، وبأن أثاثها فى غاية الفخامة ، حيث اجتمع فيها كل ما هو مريح ولذيذ .نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا جميعا من أهلها .

أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ

📘 ثم ساق - سبحانه - أنواعا من الأدلة المشاهدة ، التى لا يستطيع أحد إنكارها ، ليلفت أنظار الناس إلى مظاهر قدرته ووحدانيته . فقال - تعالى - : ( أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإبل كَيْفَ خُلِقَتْ . وَإِلَى السمآء كَيْفَ رُفِعَتْ . وإلى الجبال كَيْفَ نُصِبَتْ . وَإِلَى الأرض كَيْفَ سُطِحَتْ ) .والاستفهام للتقريع والتوبيخ ، والتحريض على التأمل والتفكر ، والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام ، والمراد بالنظر : التدبر فى تلك المخلوقات ، فإن من شأن هذا التدبر ، أنه يؤدى إلى الاعتبار والانتفاع . . والخطاب لأولئك الكافرين الجاهلين ، الذين أمامهم الشواهد الواضحة على وحدانية الله - تعالى - وقدرته ، ومع ذلك لم ينتبهوا لها .والمعنى : أيستمر هؤلاء الكافرون فى جهلهم وضلالهم ، وفى إنكارهم لأمر البعث والحساب والجزاء . . فلا ينظرون نظر اعتبار وتأمل ، إلى الإِبل - وهى أمام أعينهم - كيف خلقها الله ما - تعالى - بهذه الصورة العجيبة ، وأوجد فيها من الأعضاء المتناسقة ، ومن التكوين الخِلْقِى ، ما يجعلها تؤدى وظيفتها النافعة لبنى آدم ، على أكمل وجه ، فمن لبنها يشربون ، ومن لحمها يأكلون وعلى ظهرها يسافرون ، وأثقالهم عليها يحملون .وخص - سبحانه - الإِبل بالذكر من بين سائر الحيوانات ، لأنها أعز الأموال عند العرب ، وأقربها إلى مألوفهم وحاجتهم ، وأبدعها خلقا وهيئة وتكوينا .قال صاحب الكشاف : قوله - تعالى - : ( أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإبل ) نظر اعتبار ( كَيْفَ خُلِقَتْ ) خلقا عجيبا ، دالا على تقدير مقدر ، شاهدا بتدبير مدبر ، حيث خلقها للنهوض بالأثقال ، وجرها إلى البلاد الشاحطة ، أى البعيدة ، فجعلها تبرك حتى تحمل عن قرب ويسر ، ثم تنهض بما حملت ، وسخرها منقادة لكل من اقتادها بأزمتها ، لا تعارض ضعيفا ، ولا تمانع صغيرا .فإن قلت : كيف حسن ذكر الإِبل ، مع السماء والجبال والأرض ، ولا مناسبة؟ . .قلت : قد انتظم هذه الأشياء ، نظر العرب فى أوديتهم وبواديهم ، فانتظمها الذكر على حسب ما انتظمها نظرهم . .

وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ

📘 وقوله - تعالى - : ( وَإِلَى السمآء كَيْفَ رُفِعَتْ ) أى : وهلا نظروا إلى السماء نظر اعتبار واتعاظ ، فعرفوا أن الذى خلقها هذا الخلق البديع ، بأن رفعها بدون أعمدة .. هو الله - عز وجل - .

وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ

📘 ( وإلى الجبال كَيْفَ نُصِبَت ) أى : كيف وجدت بهذا الوضع الباهر بأن نصبت على وجه الأرض ثابتا راسخا . يحمى الأرض من الاضطراب والتزلزل .

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ

📘 ثم فصل - سبحانه - أحوال الناس فى هذا اليوم فقال : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ) .قال الشوكانى : الجملة مستأنفة من كون ثَمَّ وجوه فى ذلك اليوم متصفة بهذهالصفة المذكورة ، و " وجوه " مرتفع على الابتداء - وإن كانت نكرة مرتفع على الابتداء - وإن كانت نكرة - لوقوعه فى مقام التفصيل . . والتنوين فى " يومئذ " عوض عن المضاف إليه . أى : يوم غشيان الغاشية .والخاشعة : الذليلة الخاضعة ، وكل متضائل ساكن يقال له خاشع . .والمراد بالوجوه : أصحابها ، من باب التعبير عن الكل بالبعض ، وخصت الوجوه بالذكر ، لأنها أشرف أعضاء الإِنسان ، ولأنها هى التى تظهر عليها الآثار المختلفة من حزن أو فرح . أى : وجوه فى يوم قيام الساعة ، تكون خاشعة ذليلة ، تبدو عليها آثار الهوان والانتكاس والخزى ، كما قال - تعالى - : ( وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذل . . . ).

وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ

📘 ( وَإِلَى الأرض كَيْفَ سُطِحَتْ ) أى : كيف وسويت وفرشت وبسطت بطريقة تجعل الناس يتمكنون من الانتفاع بخيرها ، ومن الاستقرار عليها ، وهذا لا ينافى كونها كروية ، لأن الكرة إذا اشتد عظمها . . كانت القطعة منها كالسطح فى إمكان الانتفاع بها .

فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ

📘 وبعد هذا التوبيخ لأولئك المشركين الذين عموا وصموا عن الحق ، ولم ينتبهوا لآيات الله - تعالى - الدالة على قدرته ووحدانيته . . أمر الله - تعالى - نبيه صلى الله عليه وسلم أن يداوم على التذكير بدعوة الحق ، فقال : ( فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ . لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ ) .والفاء فى قوله ( فذكر ) للتفريع ، وترتيب ما بعدها على ما قبلها . والأمر مستعمل فى طلب الاستمرار والدوام فى دعوته الناس إلى الحق ، ومفعول : " فذكر " محذوف العلم به .وجملة " إنما أنت مذكر " تعليل للأمر بالمواظبة على تبليغ الناس ما أمره بتبليغه .

لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ

📘 والمصيطر : هو المتسلط ، المتجبر ، الذى يجبر الناس على الانقياد لما يأمرهم به .وقد قرأ الجمهور هذا اللفظ بالصاد ، وقرأ ابن عامر بالسين .أى : إذا كان الأمر كما بينا لك - أيها الرسول الكريم - من أحوال الناس يوم الغاشية ، ومن أننا نحن الذين أوجدنا هذا الكون بقدرتنا . . فداوم - أيها الرسولب الكريم - على دعوة الناس إلى الدين الحق ، فهذه وظيفتك التى لا وظيفة لك سواها ، وكِلْ أمرهم بعد ذلك إلينا ، فأنت لست بمجبر لهم أو مكره إياهم على اتباعك ، وإنما أنت عليك البلاغ ونحن علينا الحساب .

إِلَّا مَنْ تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ

📘 وقوله - سبحانه - ( إِلاَّ مَن تولى وَكَفَرَ . فَيُعَذِّبُهُ الله العذاب الأكبر ) كلام معترض بين قوله : ( فذكر . . ) وبين قوله - تعالى - بعد ذلك : ( إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ ) والاستثناء فيه استثناء منقطع ، و " إلا " بمعنى لكن ، و " مَنْ " موصولة مبتدأ . . والخبر . " فيعذبه الله العذاب الأكبر " .أى : داوم - أيها الرسول الكريم - على التذكير . . لكن من تولى وأعرض عن تذكيرك وإرشادك ، وأصر على كفره ، فنحن الذين سنتولى تعذيبهم تعذيبا شديدا .

فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ

📘 وقوله - سبحانه - ( إِلاَّ مَن تولى وَكَفَرَ . فَيُعَذِّبُهُ الله العذاب الأكبر ) كلام معترض بين قوله : ( فذكر . . ) وبين قوله - تعالى - بعد ذلك : ( إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ ) والاستثناء فيه استثناء منقطع ، و " إلا " بمعنى لكن ، و " مَنْ " موصولة مبتدأ . . والخبر . " فيعذبه الله العذاب الأكبر " .أى : داوم - أيها الرسول الكريم - على التذكير . . لكن من تولى وأعرض عن تذكيرك وإرشادك ، وأصر على كفره ، فنحن الذين سنتولى تعذيبهم تعذيبا شديدا .

إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ

📘 ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بقوله : ( إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ . ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ) .والإِياب مأخوذ من الأوب بمعنى الرجوع إلى المكان الذى كان فيه قبل ذلك . والمراد به هنا : الرجوع إلى الله - تعالى - يوم القيامة للحساب والجزاء .أى : داوم - أيها الرسول الكريم - على تذكير الناس بدعوة الحق ، بدون إجبار لهم ، أو تسلط عليهم ، واتركهم بعد ذلك وشأنهم . . فإن إلينا وحدنا رجوعهم بعد الموت لا إلى أحد سوانا .

ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ

📘 ثم إن علينا وحدنا - أيضا - حسابهم على أعمالهم ، ومجازاتهم عليها بالجزاء الذى نراه مناسبا لهم .وصدر - سبحانه - الآيتين بحرف التأكيد " إن " وعطف الثانية على الأولى بحرف " ثم " المفيد للتراخى فى الرتبة ، وقدم خبر " إن " فى الجلمتين على اسمها . . لإِفادة التهديد والوعيد ، وتأكيد أن رجوعهم إليه - تعالى - أمر لا شك فيه . وإن حسابهم يوم القيامة سيكون حسابا عسيرا ، لأنه صادر عمن لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء .

عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ

📘 وهذه الوجوه - أيضا - من صفاتها أنها ( عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ ) أى : مكلفة بالعمل الشاق المرهق الذى تَنْصَبُ له الوجوه فى هذا اليوم ، وتتعب تعبا ما عليه من مزيد ، كجر السلاسل ، وحمل الأغلال ، والخوض فى النار .فقوله : ( عاملة ) اسم فاعل من العمل ، والمراد به هنا : العمل الشاق المهين .وقوله : ( ناصبة ) من النَّصب ، بمعنى : التعب والإِعياء يقال : نَصِب فلان بكسر الصاد - كفرح - ينصب نصبا ، إذا تعب فى عمله تعبا شديدا .وفى هذه الصفات زيادة توبيخ لأهل النار ، لأنهم لما تركوا فى الدنيا الخشوع لله - تعالى - والعمل الصالح ، وآثروا متع الدنيا على ثواب الآخرة . . كان جزاؤهم يوم القيامة ، الإِذلال ، والعمل الشاق المهين الذى لا تعقبه راحة .

تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً

📘 ثم أخبر - سبحانه - عن هذه الوجوه الشقية بأخبار أخرى فقال : ( تصلى نَاراً حَامِيَةً ) أى : أن هذه الوجوه تشوى بالنار الحامية يوم القيامة . يقال : صَلِىَ فلان النار فهو يصلاها ، إذا لفحته بحرها لفحا شديدا .

تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ

📘 ( تسقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) أى : هذه الوجوه يسقى أصحابها من عين قد بلغت النهاية فى الحرارة والغليان ، إذ الشئ الآنى ، هو الذى بلغ النهاية فى الحرارة ، يقال : أَنَى الماء يَأْنَى - كرمى يرمى - ، إذا بلغ الغاية فى الغليان ، ومنه قوله - تعالى - ( يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ) قال الإِمام ابن جرير : قوله : ( تسقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) أى : تسقى أصحاب هذه الوجوه من شراب عين قد أَنَى حرها ، فبلغ غايته فى شدة الحر ، وبنحو الذى قلنا فى ذلك قال أهل التأويل . . فعن ابن عباس : هى التى قد طال أنيْهُا - أى : حرها - .وقال بعضهم : عنى بقوله : ( مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) أى : من عين حاضرة - أى : حاضرة لعذابهم .

لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ

📘 وقوله - تعالى - : ( لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ . لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ )والضريع : هو شجر فى النار يشبه الشوك ، فيه ما فيه من المرارة والحرارة وقبح الرائحة .

لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ

📘 وقوله : ( يسمن ) من السِّمَن - بكسر السين وفتح الميم - وهو وفرة اللحم والشحم فى الحيوان وغيره . يقال : فلان أسمنه الطعام ، إذا عاد عليه بالسمن .وقوله : ( يغنى ) من الإِغناء ودفع الحاجة ، يقال : أغنانى هذا الشئ عن غيره ، إذا كفاه واستغنى به عن سواه . أى : أن أصحاب هذه الوجوه التعيسة بجانب شرابهم من الماء البالغ النهاية فى الحرارة ، لهم - أيضا - طعام من أقبح الطعام وأردئه وأشنعه وأشده مرارة . . هذا الطعام لا يأتى بسمن ، ولا يغنى من جوع ، بل إن آكله ليزدرده رغما عنه .فأنت ترى أن الله - تعالى - قد أخبر عن أصحاب هذه الوجوه الشقية بجملة من الأخبار المحزنة المؤلمة ، التى منها ما يتعلق بهيئاتهم ، ومنها ما يتعلق بأحوالهم ، ومنها ما يتعلق بشرابهم ، ومنها ما يتعلق بطعامهم .ووصف - سبحانه - طعامهم بأنه لا يسمن ولا يغنى من جوع ، لزيادة تقبيح هذا الطعام ، وأنه شر محض ، لا مكان لأية فائدة معه .قال صاحب الكشاف : الضريع : اليابس من نبات الشبرق ، وهو جنس من الشوك ، ترعاه الإِبل ما دام رطبا ، فإذا يبس تحامته الإِبل وهو سم قاتل . .فإن قلت : كيف قيل : ( لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ ) وفى الحاقة ( وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ ) قلت : العذاب ألوان ، والمعذبون طبقات ، فمنهم : أكله الزقوم ، ومنهم أكلة الغسلين ، ومنهم أكلة الضريع .والضريع : منفعتا الغذاء منفيتان عنه : وهما إماطة الجوع ، وإفادة القوة والسمن فى البدن . أو أريد : أن لا طعام لهم أصلا ، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم ، فضلا عن الإِنس ، لأن الطعام ما أشبه أو أسمن ، وهما منه بمعزل ، كما تقول : ليس لفلان ظل إلى الشمس . نريد : نفى الظل على التوكيد . .وبعد هذا الحديث المؤثر عن الكافرين وسوء عاقبتهم ..

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ

📘 جاء الحديث عن المؤمنين ونعيمهم ، فقال - تعالى - : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ . لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ . فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ) .قال الآلوسى : قوله : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ ) شروع فى رواية حديث أهل الجنة ، وتقديم حكاية أهل النار ، لأنه أدخل فى تهويل الغاشية ، وتفخيم حديثها ، ولأن حكاية حُسْنِ حال أهل الجنة ، بعد حكاية سوء أهل النار ، مما يزيد المحكى حسنا وبهجة . . . وإنما لم تعطف هذه الجملة على تلك الجملة ، إيذانا بكمال التباين بين مضمونهما . .أى : وجوه كثيرة تكون يوم القيامة ، ذات بهجة وحسن ، وتكون متنعمة فى الجنة بما أعطاها - سبحانه - من خير عميم ، جزاء عملها الصالح فى الدنيا .

لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ

📘 ( لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ) أى : لعملها الذى عملته فى الدنيا راضية ، لأنها قد وجدت من الثواب عليه فى الآخرة ، أكثر مما كانت تتوقع وترجو .فالمراد بالسعى : العمل الذى كان يعمله الإِنسان فى الدنيا ، ويسعى به من أجل الحصول على رضا خالقه ، وهو متعلق بقوله ( راضية ) . وقدم عليه للاعتناء بشأن هذا السعى .