Al-Israa • AR-TAFSIR-IBN-KATHIR
﴿ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّۦنَ عَلَىٰ بَعْضٍۢ ۖ وَءَاتَيْنَا دَاوُۥدَ زَبُورًۭا ﴾
“seeing that thy Sustainer is fully aware of [what is in the minds of] all beings that are in the heavens and on earth. But, indeed, We did endow some of the prophets more highly than others -just as We bestowed upon David a book of divine wisdom [in token of Our grace]”
وقوله "وربك أعلم بمن في السموات والأرض" أي بمراتبهم في الطاعة والمعصية "ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض" وكما قال تعالى "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات" وهذا لا ينافي ما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تفضلوا بين الأنبياء" فإن المراد من ذلك هو التفضيل بمجرد التشهي والعصبية لا بمقتضى الدليل فإذا دل الدليل على شيء وجب اتباعه ولا خلاف أن الرسل أفضل من بقية الأنبياء وأن أولي العزم منهم أفضلهم وهم الخمسة المذكورون نصا في آيتين من القرآن في سورة الأحزاب "وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم" وفي الشورى في قوله "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" ولا خلاف أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضلهم ثم بعده إبراهيم ثم موسى ثم عيسى عليهم السلام على المشهور وقد بسطناه بدلائله في غير هذا الموضع والله الموفق وقوله تعالى "وآتينا داود زبورا" تنبيه على فضله وشرفه. قال البخاري حدثنا إسحاق بن نصر أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "خفف على داود القرآن فكان يأمر بدوابه فتسرج فكان يقرؤه قبل أن يفرغ" يعني القرآن.