Al-Kahf • AR-TAFSIR-IBN-KATHIR
﴿ أُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمْ جَنَّٰتُ عَدْنٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ ٱلْأَنْهَٰرُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍۢ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًۭا مِّن سُندُسٍۢ وَإِسْتَبْرَقٍۢ مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلْأَرَآئِكِ ۚ نِعْمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًۭا ﴾
“theirs shall be gardens of perpetual bliss - [gardens] through which running waters flow - wherein they will be adorned with bracelets of gold and will wear green garments of silk and brocade, [and] wherein upon couches they will recline:" how excellent a recompense, and how goodly a place to rest!”
" تجري من تحتهم الأنهار" أي من تحت غرفهم ومنازلهم.قال فرعون وهذه الأنهار تجري من تحتي الآية " يحلون " أي من الحلية " فيها من أساور من ذهب " وقال في المكان الآخر " ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير " وفصله ههنا فقال " ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق " فالسندس ثياب رفاع رقاق كالقمصان وما جرى مجراها.وأما الإستبرق فغليظ الديباج وفيه بريق وقوله " متكئين فيها على الأرائك " الاتكاء قيل الاضطجاع وقيل التربع في الجلوس وهو أشبه بالمراد ههنا ومنه الحديث الصحيح " أما أنا فلا آكل متكئًا "فيه القولان.والأرائك جمع أريكة وهي السرير تحت الحجلة والحجلة كما يعرفه الناس في زماننا هذا بالبشخانة والله أعلم.قال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة " على الأرائك " قال هي الحجال قال معمر وقال غيره السرر في الحجال.وقوله " نعم الثواب وحسنت مرتفقا " أي نعمت الجنة ثوابًا على أعمالهم وحسنت مرتفقًا أي حسنت منزلا ومقيلاً ومقامًا كما قال في النار " بئس الشراب وساءت مرتفقا " وهكذا قابل بينهما في سورة الفرقان في قوله " إنها ساءت مستقرا ومقامًا " ثم ذكر صفات المؤمنين فقال " أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما ".