An-Naml • AR-TAFSIR-IBN-KATHIR
﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا۟ لِلَّهِ ٱلَّذِى يُخْرِجُ ٱلْخَبْءَ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴾
“[for they have come to believe] that they ought not to adore God [although it is He] who brings forth all that is hidden in the heavens and on earth, and knows all that you would conceal as well as all that you bring into the open:”
أي لا يعرفون سبيل الحق التي هي إخلاص السجود لله وحده دون ما خلق من الكواكب وغيرها كما قال تعالى: "ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون" وقرأ بعض القراء "ألا يا اسجدوا لله" جعلها ألا الإستفتاحية ويا للنداء وحذف المنادى تقديره عنده ألا يا قوم اسجدوا لله وقوله "الذي يخرج الخبء في السموات والأرض" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعلم كل خبيئة في السماء والأرض وكذا قال عكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغير واحد وقال سعيد بن المسيب الخبء الماء وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم خبء السموات والأرض ما جعل فيهما من الأرزاق المطر من السماء والنبات من الأرض وهذا مناسب من كلام الهدهد الذي جعل فيه من الخاصية ما ذكره ابن عباس وغيره من أنه يرى الماء يجري في تخوم الأرض وداخلها وقوله "ويعلم ما تخفون وما تعلنون" أي يعلم ما يخفيه العباد وما يعلنونه من الأقوال والأفعال وهذا كقوله تعالى: "سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار".