Al-Qasas • AR-TAFSIR-IBN-KATHIR
﴿ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّۭ وَلَّىٰ مُدْبِرًۭا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَٰمُوسَىٰٓ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ ٱلْءَامِنِينَ ﴾
“And [then He said]: “Throw down thy staff!” But as soon as [Moses] saw it move rapidly, as if it were a snake, he drew back [in terror], and did not [dare to] return. [And God spoke to him again:] “O Moses! Draw near, and have no fear - for, behold, thou art of those who are secure [in this world and in the next]!”
قوله: "وأن ألق عصاك" أي التي في يدك كما قرره على ذلك في قوله تعالى: "وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها علي غنمي ولي فيها مآرب أخرى" والمعنى أما هذه عصاك التي تعرفها" ألقها فألقاها فإذا هي حية تسعى" فعرف وتحقق أن الذي يكلمه ويخاطبه هو الذي يقول للشيء كن فيكون كما تقدم بيان ذلك في سورة طه: وقال ههنا "فلما رآها تهتز" أي تضطرب "كأنها جان ولى مدبرا" أي في حركتها السريعة مع عظم خلقتها وقوائمها واتساع فمها واصطكاك أنيابها وأضراسها بحيث لا تمر بصخرة إلا ابتلعتها تنحدر في فيها تتقعقع كأنها حادرة في واد فعند ذلك "ولى مدبرا ولم يعقب" أي ولم يكن يلتفت لأن طبع البشرية ينفر من ذلك فلما قال الله له "يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين" رجع فوقف في مقامه الأول.