An-Nisaa • AR-TAFSIR-IBN-KATHIR
﴿ سَتَجِدُونَ ءَاخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا۟ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوٓا۟ إِلَى ٱلْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا۟ فِيهَا ۚ فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوٓا۟ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ وَيَكُفُّوٓا۟ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ۚ وَأُو۟لَٰٓئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَٰنًۭا مُّبِينًۭا ﴾
“You will find [that there are] others who would like to be safe from you as well as safe from their own folk, [but who,] whenever they are faced anew with temptation to evil, plunge into it headlong. Hence, if they do not let you be, and do not offer you peace, and do not stay their hands, seize them and slay them whenever you come upon them: for it is against these that We have clearly empowered you [to make war].”
وقوله "ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم" الآية. هؤلاء في الصورة الظاهرة كمن تقدمهم ولكن نية هؤلاء غير نية أولئك فإن هؤلاء قوم منافقون يظهرون للنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه الإسلام ليأمنوا بذلك عندهم على دمائهم وأموالهم وذراريهم ويصانعون الكفار في الباطن فيعبدون معهم ما يعبدون ليأمنوا بذلك عندهم وهم في الباطن مع أولئك كما قال تعالى "وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم" الآية. وقال ههنا "كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها" أي انهمكوا فيها. وقال السدي الفتنة ههنا الشرك. وحكى ابن جرير عن مجاهد أنها نزلت في قوم من أهل مكة كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسلمون رياء ثم يرجعون إلى قريس فيرتكسون في الأوثان يبتغون بذلك أن يأمنوا ههنا وههنا فأمر بقتلهم إن لم يعتزلوا ويصلحوا ولهذا قال تعالى "فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم" المهادنة والصلح "ويكفوا أيديهم" أي عن القتال "فخذوهم" أسراء "واقتلوهم حيث ثقفتموهم" أي أين لقيتموهم "وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا" أي بينا واضحا.