Ash-Shura • AR-TAFSIR-IBN-KATHIR
﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا۟ فَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا ٱلْبَلَٰغُ ۗ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ مِنَّا رَحْمَةًۭ فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌۢ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ كَفُورٌۭ ﴾
“BUT IF they turn away [from thee, O Prophet, know that] We have not sent thee to be their keeper: thou art not bound to do more than deliver the message [entrusted to thee]. And, behold, [such as turn away from Our messages are but impelled by the weakness and inconstancy of human nature: thus,] when We give man a taste of Our grace, he is prone to exult in it; but if misfortune befalls [any of] them in result of what their own hands have sent forth, then, behold, man shows how bereft he is of all gratitude!”
قوله تعالى "فإن أعرضوا" يعني المشركين "فما أرسلناك عليهم حفيظا" أي لست عليهم بمصيطر وقال عز وجل "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء" وقال تعالى "فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب" وقال جل وعلا ههنا "إن عليك إلا البلاغ" أي إنما كلفناك أن تبلغهم رسالة الله اليهم ثم قال تبارك وتعالى "وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها" أي إذا أصابه رخاء ونعمة فرح بذلك "وإن تصبهم" يعني الناس "سيئة" أي جدب ونقمة وبلاء وشدة "فإن الإنسان كفور" أي يجحد ما تقدم من النعم ولا يعرف إلا الساعة الراهنة فإن أصابته نعمة أشر وبطر وإن أصابته محنة يئس وقنط كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء "يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار" فقالت امرأة ولم يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم "لأنكن تكثرن الشكاية وتكفرن العشير لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم تركت يوما قالت ما رأيت منك خيرا قط" وهذا حال أكثر النساء إلا من هداه الله تعالى وألهمه رشده وكان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات فالمؤمن كما قال صلى الله عليه وسلم "إن أصابته سراء فشكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن".