Al-Maaida • AR-TAFSIR-IBN-KATHIR
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعْدِلُوا۟ ۚ ٱعْدِلُوا۟ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾
“O YOU who have attained to faith! Be ever steadfast in your devotion to God, bearing witness to the truth in all equity; and never let hatred of any-one lead you into the sin of deviating from justice. Be just: this is closest to being God-conscious. And remain conscious of God: verily, God is aware of all that you do.”
قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله" أي كونوا قوامين بالحق لله عز وجل لا لأجل الناس والسمعة وكونوا " شهداء بالقسط " أي بالعدل لا بالجور وقد ثبت في الصحيحين عن النعمان بن بشير أنه قال: نحلني أبي نحلا فقالت أمي عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه ليشهده على صدقتي فقال: أكل ولدك نحلت مثله؟ قال لا قال:" اتقوا الله واعدلوا في أولادكم - وقال - إنى لا أشهد على جور" قال: فرجع أبي فرد تلك الصدقة وقوله تعالى " ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا " أي لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل فيهم بل استعملوا العدل في كل أحد صديقا كان أو عدوا ولهذا قال " اعدلوا هو أقرب للتقوى " أي أقرب إلى التقوى من تركه ودل الفعل على المصدر الذي عاد الضمير عليه في نظائره من القرآن وغيره كما في قوله " وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم " وقوله: هو أقرب للتقوى من باب استعمال أفعل التفضيل في المحل الذي ليس في الجانب الآخر منه شيء كما في قوله تعالى " أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا " وكقول بعض الصحابيات لعمر: أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال تعالى " واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " أي وسيجزيكم على ما علم من أفعالكم التي عملتموها إن خيرا فخير وإن شرا فشر ولهذا قال بعده " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ".