Al-An'aam • AR-TAFSIR-IBN-KATHIR
﴿ وَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌۭ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْءَاخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِۦ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾
“And this, too, is a divine writ which We have bestowed from on high - blessed, confirming the truth of whatever there still remains [of earlier revelations] -and [this] in order that thou mayest warn the foremost of all cities and all who dwell around it. And those who believe in the life to come do believe in this [warning]; and it is they who are ever-mindful of their prayers.”
وقوله "وهذا كتاب" يعني القرآن "أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى" يعني مكة "ومن حولها" من أحياء العرب ومن سائر طوائف بني آدم من عرب وعجم كما قال في الآية الأخرى "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا" وقال "لأنذركم به ومن بلغ" وقال "ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده" وقال تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا" وقال "وقل للذين أوتوا الكتاب والأمين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد" وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي" وذكر منهن وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ولهذا قال "والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به" أي كل من آمن بالله واليوم الآخر يؤمن بهذا الكتاب المبارك الذي أنزلناه إليك يا محمد وهو القرآن "وهم على صلاتهم يحافظون" أي يقومون بما فرض عليهم من أداء الصلوات في أوقاتها.