Al-An'aam • AR-TAFSIR-IBN-KATHIR
﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِىَ إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَىْءٌۭ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِى غَمَرَٰتِ ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلَٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓا۟ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوٓا۟ أَنفُسَكُمُ ۖ ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ ءَايَٰتِهِۦ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾
“And who could be more wicked than he who invents a lie about God, or says, "This has been revealed unto me," the while nothing has been revealed to him? - or he who says, "I, too, can bestow from on high the like of what God has bestowed"? If thou couldst but see [how it will be] when these evildoers find themselves in the agonies of death, and the angels stretch forth their hands [and call]: "Give up your souls! Today you shall be requited with the suffering of humiliation for having attributed to God something that is not true, and for having persistently scorned His messages in your arrogance!"”
يقول تعالى "ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا" أي لا أحد أظلم ممن كذب على الله فجعل له شركاء أو ولدا أو ادعى أن الله أرسله إلى الناس ولم يرسله ولهذا قال تعالى "أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء" قال عكرمة وقتادة نزلت في مسيلمة الكذاب "ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله" أي ومن ادعى أنه يعارض ما جاء من عند الله من الوحي مما يفتريه من القول كقوله تعالى "وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا" الآية قال الله تعالى "ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت" أي في سكراته وغمراته وكرباته"والملائكة باسطو أيديهم" أي بالضرب كقوله "لئن بسطت إلي يدك لتقتلني" الآية. وقوله "يبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء" الآية وقال الضحاك وأبو صالح باسطو أيديهم أي بالعذاب كقوله "ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم" ولهذا قال "والملائكة باسطو أيديهم" أي بالضرب لهم حتى تخرج أنفسهم من أجسادهم ولهذا يقولون لهم "أخرجوا أنفسكم" وذلك أن الكافر إذا احتضر بشرته الملائكة بالعذاب والنكال والأغلال والسلاسل والجحيم والحميم وغضب الرحمن الرحيم فتفرق روحه في جسده وتعصي وتأبى الخروح فتضربهم الملائكة حتى تخرج أرواحهم من أجسادهم قائلين لهم "أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق" الآية. أي اليوم تهانون غاية الإهانة كما كنتم تكذبون على الله وتستكبرون عن اتباع آياته والانقياد لرسله وقد وردت الأحاديث المتواترة في كيفية احتضار المؤمن والكافر عند الموت وهي مقررة عند قوله تعالى "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" وقد ذكر ابن مردوية ههنا حديثا مطولا جدا من طريق غريب عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا فالله أعلم.