Al-Ma'aarij • AR-TAFSIR-IBN-KATHIR
﴿ مِّنَ ٱللَّهِ ذِى ٱلْمَعَارِجِ ﴾
“[since it will come] from God, unto whom there are many ways of ascent:”
نزل الله تعالى: "سأل سائل بعذاب واقع" فقال لمن هو؟ فقال للكافرين; فاللام في الكافرين متعلقة "بواقع". وقال الفراء: التقدير بعذاب للكافرين واقع; فالواقع من نعت العذاب واللام دخلت للعذاب لا للواقع, أي هذا العذاب للكافرين في الآخرة لا يدفعه عنهم أحد. وقيل إن اللام بمعنى على, والمعنى: واقع على الكافرين. وروي أنها في قراءة أبي كذلك. وقيل: بمعنى عن; أي ليس له دافع عن الكافرين من الله. أي ذلك العذاب من الله ذي المعارج أي ذي العلو والدرجات الفواضل والنعم; قاله ابن عباس وقتادة فالمعارج مراتب إنعامه على الخلق وقيل ذي العظمة والعلاء وقال مجاهد: هي معارج السماء. وقيل: هي معارج الملائكة; لأن الملائكة تعرج إلى السماء فوصف نفسه بذلك. وقيل: المعارج الغرف; أي إنه ذو الغرف, أي جعل لأوليائه في الجنة غرفا. وقرأ عبدالله "ذي المعاريج" بالياء. يقال: معرج ومعراج ومعارج ومعاريج; مثل مفتاح ومفاتيح. والمعارج الدرجات; ومنه: "ومعارج عليها يظهرون" [الزخرف: 33].